لم الهجران

‎سَألت اللَّيْلَ عَنْ خِلٌ جَفَاني

غَضِيضُ الطَّرَفِ مَخصُوبَ البِنَانِ

‎رَهيفُ القَدِّ يَمشي في حَيَاءٍ

شَهِيُّ القَوْلِ فِي لَيْلِ التَدَاني

‎عَرَفْتُ الحُبِّ في عَيْنَيْهِ سِحْراً

وَمِن مَعْسُولِ قَولِهِ كَمْ سَقاني

‎أنَا يَا لَيْلُ مَفْتُونٌ أُدَارِي

لَهيبَ الشَّوْقِ فِي لَحْنِ الأَغَاني

‎أُمنِّي النَّفْسَ باللُّقْيَا فَأصْحُو

عَلَى نَار الدقائق وَالثّواني

‎أجُوبُ الأرْضَ أشَكُو مِن صُدودٍ

لمن بالصَّدِّ ظُلماً قَد رَمَاني

‎أنَا مَن صُنْتُ للمَحْبُوبِ ودا

وَعَهْداً في ليَالٍ مِن زَمَاني

‎وكم أعطيتُ لَم أبخل بِجُهْدِ

فِدَاهُ الرُّوحَ مِن بُعدِ كَيَاني

‎فَرَشْتُ لَهُ الرِّياض الخضر ورداً

وَلا مَسْتُ الذِّرَى حِينَ أتَاني

‎وبِتُ عَلَى بِسَاطِ الحُبِّ أروي

بَليغَ الشَّعْر في عَذْب الأماني

‎لِمَ الهجرانُ يا قَمَرَ الزَّمَانِ

أيَا نَوْراً تَبَادِى فِي المَكَانِ