لا أرجو سواك

‎حَبيبي أَنْتَ لَو تَنْأَى وَتَجْفَو

وَدُونَكَ لَيْسَ مَا فِي الكَوْنِ يَصْفُو

‎وَفي شَطْيكَ تَنَعَمُ أُمنياتي

إذَا مَا طِبتَ وَالأحلامُ تَغْفُو

‎فَإِن تَشْدُّو لُحَوْنَ السِّحرِ فِيكَ

فَكُلُ سَرَائري تَرْتُو وَتَهْفُو

‎وَيَنطِقُ مِنكَ في خَلَجاتِ رُوحي

كَمَا يَستَنطِقَ الأَوتَارَ عَرْفُ

‎حَبيبي أَنْتَ فِي سَعْدِي وَ بُؤْسي

وَشُغْلِي أَنْتَ فِي جَهْرِي وَهَمْسي

‎إذا أصبحتُ فَالإصْباحُ أَنْتَ

وَأَنْتَ مَسَاءُ قَلبِي حِينَ يُمسي

‎يَذُوبُ العُمرُ في أَحدَاقِ لُقْيَا

تَلَذُّ بِهَا أغَارِيدي وأنسي

‎فَتَزهُو فِيكَ آفَاقِي وَتَحْلُو

وَتُروى من رحيق الحُبِّ نَفْسي

‎حَبيبي أنْتَ لا أَرْجُو سِوَاكَ

وَلَسْتُ أرُومُ مِن قَيْدِي فِكَاكَ

‎وَلَيسَ يَطيبُ للأنْفَاسِ رِيحٌ

إذا خَلَتْ النَسَائمُ مِن شَذَاكَ

‎وَيَذْبُلُ بِالجَوَى غُصني وَزَهْري

إِذا لَمْ يَبدُ في الفَجْرِ نَدَاكَ

‎فَكِسوَةُ خَافِقِي وَدِثَارَ رُوحي

وَقُوتي صَارَ في الدُّنْيَا هَوَاكَ