اية الحسن

مَا أجَمَلَ الدُّنْيَا إِذا ضَحِكَتْ ثَنَايَاكَ

وَ انْسَابَ هَمْسُكِ عِطْراً مِن حَنَايَاك

كَيْفَ البَقَاءُ عَلَى رُشد وَقَدْ عَلِمت

نَفْسي بأنِّي هَذا اليَوْمَ القَاكِ

يا آيةَ الحُسْنِ يَا إِلهَامُ قَافيتي

يا بَلسَماً لِفُؤادي المُغْرِمِ البَاكي

اليَوْمَ تَرْقُصُ أَطْيَارِي مُحلِّقَةً

لولاكِ مَا تَرْقُص الأطيَارُ لولاك

مَاذا أقَوْلُ وَ مَا أشَكُو إذا رَمَقت

عَينَاي حُسْناً تَراثَى في مُحيَّاك

أو كَيْفَ أبدو وَقَدْ يَسري بأنسجتي

تَيَّارُكِ العَذْبُ مَوصُولاً بِيُمنَاك

أو كَيْفَ أقوى عَلَى عَيْنَيكِ فَاتِنَتي

آه إذا طَوْحْتِ بِالكِبر عَينَاكِ

بَلْ كَيْفَ أذَكُر أيَاماً عَرَفْتُ بِهَا

طَعْمَ السَّعَادَةِ في أحضَانِ مَأواك

أجْرَى الزَّمَانُ لَكِ حُباً بأوردَتي

إجرَاءَ نَهرِ كَمَا فِي الكَوْنِ أَجَرَاك

ياغَادتي كَيْفَ أَحَكِي عَنْ مُكَابَدتي

لَيْلَ البِعَادِ عَلَى أَعتَابِ ذِكَرَاكِ

هَلا ارتَوِيَ يَوْمُنَا وَصلاً بِحَضرتِك

أمْ ِارتَوَى مِنكَ قَلَّبٌ لَيْسَ ينساك

مذ أنباوه بلُقْيَاكِ تُدَاولُهُ

فَوْضَى العَوَاطفِ سَوقاً نَحْو لقيَاك

رفقاً إذا ازدانت الدُّنْيَا بطلعَتِكِ

وَلتَعْذريني إذا ما لاحَ مَرَاك

شَوْقاً أذَوبُ لَكِ وَالرُّوحُ مَا بَرِحْت

تَهَواكِ بَلْ أنّها آلاف تهواك