الشاعر الاقتصادي – صحيفة المملكة اليوم

1

فلاح العتيبي :

شاعر دقيق الحرف رقيق المعنى.. تناغمت بين يديه القوافي، وتناثرت كلماته رقيقة عذبة رقراقة.. فكانت دواوينه الشعرية ك(نفحات الورود) نرددها بـ(منتهى الحب)، كما يتغنى بها شباب العشاق إذا ما (سكن الليل)، فتعيدنا بعد عناء المشيب إلى ( ربيع العمر).!! كرمته دار الأوبرا المصرية في حفل رائع شهد حضورا كبيرا من المثقفين والمبدعين والشعراء، تغنى فيه أهل الغناء فقط بما فاضت به قريحة شاعرنا من أرق الكلمات يصاحبها أعذب الألحان..

ذاك الشاعر هو رجل الأعمال السعودي الشيخ محمد بن عبود العمودي، من كبار رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية.. وهو عضو أيضاً في لجنة السقاية والرفادة بمكة المكرمة، وأحد مؤسسي مجلس الفروسية بجدة، وعضو فاعل في لجنة السعي في العفو وإصلاح ذات البين، وفاعل خير تحكي عن  كرمه وسخاء يده القوافل والركبان من الحجاج والزوار والعمار، وأهل مكة وجدة ومن حولهما.

يجسد الشيخ محمد العمودي كرجل أعمال رحلة نجاح تمثل أنموذجا يجب أن يحتذى به، ممن عايشوه أو خالطوه أو سمعوا عنه من الشباب السعودي خاصة والشباب العربي والمسلم بوجه عام؛ فهو إلى جانب كونه أحد كبار رجال الأعمال ليس في المملكة فحسب، بل وفي المنطقة العربية فهو أيضا شاعر غنائي عذب الكلمات متدفق المشاعر.. له مساهمات فكرية وأدبية متعددة..

للشيخ محمد العمودي..الاقتصادي الشاعر.. فلسفته الخاصة ورؤيته العملية تجاه العمل الخيري، فهو يرى أنه عمل يجب أن يكون خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى، ولرُبَّ حسنة بسيطة تكفكف دمعة طفل أو محتاج تكون عند الله أفضل من إنفاق المليارات.

أما الأعمال الخيرية التي تمنى الشيخ العمودي العمل بها وسعى إليها جاهدا، وحققها الله له فهي خدمة حجاج بيت الله الحرام؛ اقتداء بولاة الأمر في المملكة العربية السعودية .. يحفظهم الله ويرعاهم.. لذا كان الجانب الأكثر إضاءة في حياة الشيخ محمد بن عبود العمودي أنه في العشر الأوائل من ذي الحجة من كل عام يلغي كافة ارتباطاته الرسمية والتجارية والأسرية والشخصية ليشرف بنفسه على مبرته الخيرية في عرفات، والتي بدأت في توزيع وجباتها المجانية على الحجاج منذ عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، يرحمه الله، وتقوم بتوفير أكثر من 4 ملايين وجبة غذائية تقدم على مستوى عال من التجهيز: وتحتوي المبرة أيضا على مشروع المطبخ الخيري بمزدلفة وهو يعد أكبر مطبخ في العالم.

ويشارك الشيخ محمد بيده في توزيع تلك الوجبات، ويصر في هذا العمل على أن يرافقه أنجاله؛ ليبين لهم أن خدمة حجاج بيت الله عمل نبيل، وأنها تجارة مع الله لن تبور.

إضافة إلى أكثر من ثلاثين جامعاً قام ببنائها وتأثيثها في محافظة جدة وحدها، تقام فيها الجمعة والجماعات وموائد الإفطار في شهر رمضان من كل عام، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.. وهناك أسر تصلهم مخصصاتها الشهرية من حساب الشيخ الخاص. ولا يمكن أن ننسى جهود الشيخ محمد العمودي في إصلاح ذات البين وعتق الرقاب ومساعدة المعسرين والمحتاجين.

الشيخ الدكتور محمد بن عبود العمودي من أكبر رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية، استثماراته وشركاته وأعماله التجارية تشمل قطاعات تكاملية متعددة ما بين الاستثمار العقاري الواسع وشركات الخدمات كشركة المجال سيد الخدمات، والتي تعتبر من أكبر شركات الخدمات في المملكة، وكذلك الاستثمار في المجال الصحي والمتمثل في مستشفى (الأطباء المتحدون)، وقطاع الفندقة والسياحة المتمثل في فندق العمودي انتركونتننتال، ومنتجع المرجان بأبحر، بالإضافة إلى الاستثمارات المالية والمشاركة في عدد كبير من الصناعات..

ويرى الشيخ العمودي أن أهم أسباب النجاح في أعماله كافة يرجع إلى المثابرة والجهد وكسب ثقة الآخرين، واتخاذ القرارات المدروسة دون تأخير أو إبطاء، لذا فهو ينصح الشباب بدراسة الأمور واستشارة أهل الرأي: فالقرار يحتاج دائما إلى التروي والحذر واقتناص الفرص واستثمار المستقبل، وينصحهم بالصدق مع الآخرين ومع الذات، فثقة الآخرين هي أكبر رأسمال رجل الأعمال، وأي إنسان في أي مجال في هذه الحياة.

لقد استطاع الشيخ العمودي أن يجمع بين الاقتصاد والشعر؛ بالرغم من أنهما يحتاجان إلى الجمع بين الجد والحزم من ناحية، كما في الاقتصاد، وبين الرومانسية والخيال كما في الشعر.. وعن كيفية التأليف والمواءمة بين هذين النقيضين يقول الشيخ العمودي في أحد لقاءاته ب(السوق العربية) ” بأن كل إنسان مهما كانت مسؤولياته لابد له من ملاذ يلوذ إليه من ضغط العمل، وأنا ملاذي وسلوتي تكون في الشعر، فبه تصفو الروح وتستريح النفس، ويزول التوتر..”

والشيخ محمد يتعامل مع كل أعماله بنفس صافية وعقل مستريح، وبمرونة وسهولة؛  ففي اعتقاده أن أسوأ القرارات أثرا ووبالاً على صاحبه هو ذلك القرار الذي يخرج عن نفس متوترة، ويرى شاعرنا الاقتصادي الناجح أن الشعر بالنسبة له ترياق للنفس.

إن الحديث عن الشيخ الدكتور الشاعر محمد بن عبود العمودي.. مهما طال.. فلن يوفيه حقه، ولا يمكن أن يجمع ما في هذه الشخصية الفذة من ثراء ثقافي وأدبي وشعري تسجله دواوينه المطبوع منها والصوتي، الذي تغنى به الكثيرون من فناني العرب ومطربيهم.. وأيضا ما في هذه الشخصية من عطاء وخبرة اقتصادية، فيها من الدروس الكثير لأبنائنا من شباب وشابات الأعمال، والشيخ محمد العمودي يعد نموذجاً في العمل الخيري  لمن أراد القدوة .. فلا ينجح فيه بمثل نجاح هذا الرجل إلا من وفقه الله .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..