[ كيف احيا دونها ]
يـازوايـا الـدارِ يـا جَـنَبَاتها يـا جُـدْرُ صـمَّاءَ جَلَّلَها السوادْ
_
خَـبِّريني كـيفَ أحـيا دُونـها كـيفَ أُطفئ الشوقَ أيتُها الجمادْ
_
أيـن تِـلكَ الـكفُّ كـي ألثُمها أيـنَ نـورِي آهِ مـن هذا البِعادْ
_
اعـتدتُ أعـواماً على البوحِ لها كَـيفَ أرثـيها وقـد جَفَّ الِمدادْ
_
و لـقد سَعدَت وكم نَعِمَت بِقُربها وهـي تَـدْعُو الله يُلهِمَني السدادْ
_
كـانَتْ تُـدلِّلُني وتُـغدقُ حُـبَّها بِـحنانِها أَسـعَد بِـتَقبيل الأيـادْ
_
رَحَـلَ الـجسدُ عَنَّا ولكن ذِكرُها مـا زَالَ يملأُ الدارَ نوراً بازديادْ
_
يـا شـجرةً كُـنتُ أستظِلُّ بِظلِّها عِندَ الشدائِد و الِمحن لي خَيرَ زادْ
_
يـا نـورَ قَلبِي سَكَنَ الليلُ و غَفا كُـل الـخلائق وأنا أشكو السُّهادْ
_
أسـهرُ مَعَ النورِ الحَنونِ و طَيفُها ينسابُ عَذباً في الحَنَايا وَفي الفؤادْ
_
أرثـيك يـا مَنْ استَنَرتُ بِنورِها كنتِ الضياءَ لأهلِ بَيتي و العِمادْ
_
أدعـوكَ ربِّـي أن تُـنوِّرَ لَحدَها مـن أَجزَلَتْ بِعطَائِها في كلِّ وادْ
_
كـم قـدَّمَتْ بـحياتها طُوبى لها أسـألكَ يـا مولاي تُكرمُها الوِفادْ
_
رُحـماك رَبِّـي أسـألكَ رِفقاً بِها يا مُنزلَ الرَحَمَاتِ يا مُنجي العِبادْ