شوقي الى مكة

عشقاً أهيم بك ياقبلة الأمم

والقلب يهفو إلى البطحاء والحرم

ياماء زمزم ظامئ لهف

متى الورود فيبرى حارق السقم

والمروتان متى تروى بها مقلي

فاسفح الدمع في حب وفي ندم

والاخشبان متى منها يظللني

فيء فيغمرني بأعز معتصمِ

خير البقاع ومن يحتارُ في شغفي

بأحب مستلم وأبر مُلتزمِ

بك حراء تلقى النور معجزة

آياتهُ سلسبيل غيرُ مُنصرمِ

منكِ اليتيمُ الذي قد كان منشأه

للعالمين وللأكوان مبتسمِ

بك ترعرع خير الخلق قاطبة

فاق الخلائق في حُسن وفي عظمِ

فكم شرفتي بأنفاس النبي وكم

بالفضل نلتي مسيراً منه بالقدمِ

بطحائك شهدت من صحبه عجباً

لاقوا البلاء بكل الصبر والشممِ

كانوا الجبال وخط جهاهم مثلا

لكل معتبر من كل ذي نسمِ

درات بمكة للرحمن ملحمة

تمت بنصر الهدى وهزيمة الصنمِ

منها استبان ضياء شع واهجه

حتى علا فتداعت حلكة الظلمِ

يا اقدس الأرض اهواك وأوردتي

عطشى للثم زكي الترب والنسمِ

ملائكة الله تترى في جوانحه

وخالد في سمائك عاطر الكلمِ

عوامر بجلال الله أفئدة

تهفو إليك حجيجاٌ غير مقتصمِ

يامهبط الوحي يامهد الرسالة

يادار الأمان ويا موصلة النغمِ

يلوح لي ذكر فيك فتنعشني

كالغصن ينهض نشواناً من الديمِ

ياكل أمنيتي في دار مغتربي

فغير قرب حماك القلب لم يرمِ

متى اللقاء بك فالروح يملأها

من كل مندفع حباً و محتدمِ